الاثنين، 15 مارس 2010

أمثال " حضرميه " في التجاره

قع نملة تاكل سكر" هذا مثل حضرمي شهير ويرمز لتاجر آلى أن يستصغر نفسه ويحافظ على صورته الصغيرة والغير مبهرجة أو يصاحبها صخب إعلامي بأنه رجل أعمال يملك الملايين سواء بالمئات أو البلايين, فالأفضل أن يظل "نملة" لكي يستمر بأكل السكر ولا من شاف أو عرف.

ومثل حضرمي آخر يقول "إذا كان في التجارة خسارة ترك التجارة تجارة" أي من لا يؤمن بوجود الخسارة بعالم التجارة فخير له أن يترك التجارة لأنها ستصبح له تجارة ويحافظ ما تبقى له, ومثل آخر حضرمي يقول "البياع خسران" و"إذا نويت تودعه بعه" أي هي دعوة لعدم التفريط بالبيع, ولكم في كبار السن لدينا حكمة فهم لا يبيعون نهائيا إلا بأصعب الظروف وأحلكها فلا للبيع, وطبعا هنا لا يعني عدم البيع في كل الأحوال, ولكن هي رمزية أن عدم البيع هي السياسية التجارية الأولى كما هي العقار والأسهم (وليس كل الأسهم) فدائما الدعوة هي بالاحتفاظ والاستثمار, ومثل آخر حضرمي يقول "أيش عرفك ياحيك بالسناوه" الحيك طبعا هي الحياكة والنسيح والسناوه هي لمن يجلب الماء من البئر والمثل يقصد بمعناه أن لا تعمل بما ليس لك به علم أو تخصص.

هذه بعض الأمثلة من المدرسة "الحضرمية" التي لا اخفي إعجابي الشديد بها, ولا ننكر أن ببلادنا والحمدلله تجار رواد وكبار من حضرموت ونعتز بهم كثيرا, وهم الآن أبناء من هذا الوطن, ولست هنا لتمجيد المدرسة الحضرمية, ولكن لفت انتباهي الإحصاء الأخير عن الثروات والذي ذكر من خلاله أن 400 ثري أمريكي تكبدوا 300 مليار دولار خسائر وأن أذكى وأبرز هؤلاء هو وارن بافيت الذي تكبد خسائر تقارب 10 مليارات وهو أكثر مستثمر عالمي محنك وبنى نفسه من الصفر بكل جدارة ولازال لا يستخدم الهاتف النقال وسيارة القديمة وبيتة القديم يحافظ عليهم, ومن يريد أن يستزيد لكم في كتابة دروس وعبر, هذا الرجل "بافيت" خسر ما خسر الآن, ويؤكد أنه إذا لم أخسر وحتى وإن وصلت إلى 20% فلن يعني شيء في ظل أنني "أي بافيت" اتخذت القرار الصحيح, وهو يمارس تطبيق الأمثلة "الحضرمية" التي ذكرتها "البياع خسران" و "وإذا نويت تودعه بعه" و "إذا كان في التجارة خسارة ترك التجارة تجارة" هذا تجسيد واقعي ولكن لا يعني لأي شراء أو استثمار بل بقرارات مدروسة وتحليل صحيح وشركات واعدة, لا يعني شيئاً أن تخسر شيئاً في استثمارك بل هي عامل إيجابي وصحي تماما, لأنها ستقدم لك الدروس والعبر لكي تتفادى ما قد أخطأت به, وقد تكون الخسارة هي اقتناص فرص في الأزمات, فحين تشتري ويهبط السعر لظروف أزمة اقتصادية فهذا طبيعي ولكن حين تستعيد صحتها شيئا فشيئا ستكون هي الأسرع في التعافي, ثقافة الخسارة أنها شيء طبيعي وصحي لا أشاهدة في مجتمعنا فالكثير جدا يريد الشراء اليوم ويربح خلال ساعة أو يوم أو شهر, وإن هبط السعر فإن هناك "مؤامرة" وغشاً وتدليساً, ولا أجد ثقافة محاسبة النفس هل أنا اتخذت القرار الصحيح في الوقت والسعر المناسب؟ ثقافة الثروات والغنى لا تأتي في يوم وليلة بالظروف الطبيعية وكل أصحاب الثراوت "العصاميين" احتاجوا إلى عقود من الزمن لتحقيق أهدافهم, ولن تجد بتقديري تاجراً عصامياً يخرج من السوق أو يفلس, قد يمر بمصاعب ويمرض، ولكن سيعود أكثر قوة لأنه الأكثر قراءة وإدراكاً للتجارة من غيره।

( إنْ شي شمس .. كانها من أمس )
هذا المثل مصاغ على أسلوب الشرط ، و يقال في موقف اليأس من انتظار حدوث شيء نتوقعه أو نتمناه
ويعني المثل : لو كان هذا الأمر سيحدث لظهرت بوادره من البداية.

(كاك كاك على بيضة)
وهذا المثل يقال للتقليل من شأن عمل ما أو استصغاره ،ويعني : بذلت كل هذا الجهد على ثمرة واحدة صغيرة ؟

( قال ما سار ..قال حـَـمـّـلوه)
ويتفق هذا المثل في معناه مع المثل الشائع : نقول له تيس يقول احلبوه.

( الثور بـَـوّح ِ لـُـه ، والصقر لـَـمـّـحِ لـُه )
ويتفق مع مقولة ( اللبيب بالإشارة يفهم) ..فالصقر يمثل الإنسان الذكي الذي يفمهما " وهي طايرة"
ويكفيه التلميح السريع ليفهم..أما الثور فهو الإنسان بطيء الفهم الذي " تبوح" له وتعيد وتزيد دون فائدة.

( سنة حولة لـَـقَـتْ برقع!)
وهذا المثل يضرب حين يقوم الإنسان بعمل شيء في توقيت خاطىء تماماً فيفسد عمله باختياره لتوقيت سيء
والمعروف أنه في الماضي كانت السنين تؤرخ بالأحداث المهمة فمثلاً يقال ( سنةمات فلان.. سنة كذا..) إلخ
وشرح هذا المثل أن فتاة ما جميلة لم تكن تغطي وجهها والمعروف أن البرقع يزيد العينين جمالاً ، وحين أصيبت بالحول
اضطرت حينها للبس البرقع فكان التوقيت الخاطىء الذي جعل الآخرين يعيبون عملها.
لقت = عملت ، وهنا بمعنى ارتدت

(كلٍ يهمر من ضارب راسه)
يهمر = يقلق ، يهتم
أي كل شخص ينشغل بما يهمه ويعنيه ، ويقال تماماً بمعنى المقولة الشائعة : كل يغني على ليلاه .

( الحصا من الجـَـحـّـي ، والدم من راسك)
ويضرب هذا المثل لمن يتسبب لنفسه بمصيبة من صنع يديه وجنى بها على نفسه ، أي أنت من فعلت هذا بنفسك فوقع عليك الضرر ، والجحي = الأرض

( طربانة ومعها نكوس)
وهذا المثل يضرب ليدلل على الانسان الذي يكون متحمس لشيء ما و تأتيه ظروف مواتية تماماً ليقوم بما هو متحمس له فتراه يندفع بكل حواسه وطاقته للقيام به تماماً كالشخص الذي ينزل من مكان مرتفع بقوة كبيرة ولا يستطيع شيء إيقافه
الطربانة أو الطَـرِبْ = الشخص السعيد.
النكوس = النزول.

(جحمة و تـنـفْ)
الجحمة = الخنفساء ، تنف = تنفخ ، والمثل يتفق مع مقولة : " شحات ويتشرط"

(كل شدق وله رزق)
الشدق = الفم ، وهذا مثل يعني أن كل مخلوق وله رزقه المقدر.

( قال خذ لك رزق ، قال ماشي وعا)
وعا= الإناء ، ويضرب حين لا يحسن الإنسان استغلال الفرص الجيدة ويفوتها عليه بحجج واهية.

(أهل السلا في سلاهم، وأهل العبادة يصّلون)
ويضرب هذا المثل في حال تباينت ردود أفعال شخصين حول موضوع واحد ،
بمعنى أن كل انسان يفكر بحسب ما يراه هو وبحسب اهتماماته.
( لاتعب المزمر، قال ذا ولد من؟)
لا = إن \ لو
أي أن الإنسان حين يبذل جهد كبير ويتعذر عليه إكماله فإنه يبحث عن سبب تافه أو يختلق أي حجة حتى لا يستمر في القيام بهذا العمل.

(أول العصيدة ماء )
ويعني أن بداية الشيء دوماً تكون ناقصة ولا تخلو من العيوب

هناك تعليق واحد: