وينسب اليها اللبان الشحري
نبذة عن مدينة الشحر
موقعها
مدينة "الشحر" تقع في وسط بين المحيط الهندي والبحر الأحمر فهي بين عدن وعمان على بحر العرب، وهذا الموقع جعلها مركز اتصال بين الهند وأفريقيا الشرقية وبلاد الصومال جنوباً غرباً ومصر. ويعتبرها أهل السفن الموقع الوسط في رحلاتهم الذاهبة شرقاً والقادمة من الغرب.
واختار البرتغال احتلالها عام 929هـ ووضعوها تحت نفوذهم لموقعها الوسط بين الشرق والغرب.
والبحّار الجيد يقطع عرض بحرها إلى بلاد الصومال في مدة لا تزيد عن ست ساعات إذا كان زورقا يسير بوقود النفط يقابل ساحلها ساحل بندر قاسم الصومالي في ميلان نحو الغرب، لذا كانت بضائع البلاد الصومالية القريبة تصل في حالة استمرار كالأغنام والألبان والأسمان والأخشاب وغيرها.
أما موقع "الشحر" البري شمالاً فهي الوسط لكافة بلدان حضرموت الداخل فالقوافل التي تحمل متطلبات داخل حضرموت تمر بمرتفعات المعدي ثم تخترق الطريق بعقبة العَرْشه وتصل الى منطقة الغرف التي توزع القوافل للمدن الشرقية كمدينة "تريم" و"دمّون"، و"عينات"، و"قَسَم" وما يلحق بها، والمدن الغربية كالغرفة وسيئون وملحقاتها، ثم "شبام" وملحقاتها. فالشحر تموّن مدن وادي حضرموت. ويعتمد وادي دوعن وعمد على الاتجاه الغربي من المدن التي تقرب إلى موقعه نسبة إلى الساحل كالمكلا، أو يؤخذ تموينه من حورة والقطن وشبام كنقل داخلي له.
وأعتمد وادي دوعن و"عمد" وما في محورها في عهد بريطانيا بعد وجود السيارات على النقل من المكلا عبر عقبه "الجحي"8 نسبة لجحي الخنابشة قبائل المنطقة. وتعتمد مدن المشقاص الشرقية الساحلية على ميناء مدينة "الحامي"9 و"شرمة" و"قصيعر" و"ريدة بن عبد الودود" الكثيري.
وتم النقل براً عامةً أخيراً إلى حضرموت الداخل عبر طريق ما يسمى "عبد الله غريب" لتكون وسط بين وادي حضرموت ودوعن وعمْد. وما كان في محورها.
حدودها
حدودها كمنطقة ممتدة على الشريط الساحلي هي من عمان شرقاً إلى أبين غرباً كما أسلفنا ذكر ذلك بقول صاحب المنجد في التسمية، فهي تجمع ظفار وبلاد المهرة وريدة بن عبد الودود وقصيعر وقرن الديس والمدينة وملحقاتها ومدينة الحامي وملحقاتها ومدينة الشحر و"شحير" و"روكب" و"المكلا" و"بروم" و"بلحاف" و"شقرة"، وهكذا في استمرار الشاطئ حتى أبين.
أما حدود المدينة "العاصمة" التي كانت محل صراع بين القبائل الحاكمة كما سيأتي في عهد الحكم فهي تأتي في حدود مدينة "الحامي" شرقاً إلى حدود مركز "مرير" نحو "زغفة" غرباً وجنوباً بحرها. وشمالاً مشراف الشحر الذي يطل عليها بعد "تباله" و"الضارب". ولها ملحقات من الجهات الثلاث من الشرق الشمالي. والغرب الشمالي وشمالاً وسيأتي التفصيل في "ملحقاتها".
مناخها
عادة البلدان التي تقع على ساحل البحر تكون حارة في الصيف باردة في الشتاء ويعتدل جوها في أيام الربيع وأمطارها عادة ربيعية. إلا في أحيان تخضع لتيارات المنخفض الجوي الهندي أو الأفريقي لتوسطها بين القارتين.
ويقول خبراء الأجواء أن المنطقة الساحلية الممتدة من عمان إلى عقبة الأردن يتقارب جوها بين الرطوبة والحرارة والبرودة... يشتد الحر في بعضها أكثر من غيرها كالحديدة وجيزان وجدة. وكلما كان الاتجاه شمالاً يعتدل الجو "كضبا" و"أملج". وهكذا نجد مدينة "الحامي" وقرن "الديس" و"قصيعر" و"الريدة" تتقارب في مناخها مع مدينة "الشحر".
ويمتد هذا المناخ إلى قُراها المجاورة مثل "تبالة" و"العيص" و"جمعوظ"، و"الواسط" و"الجرادف" و"زغفة" و"الحوّة" و"شكلنزة" ومنطقة "الضارب" و"الحبْس" "بكسر الحاء" و"الصّداع". ويبدأ جفاف الجو حين الابتعاد من المنطقة الساحلية إلى بداية المرتفعات الجبلية مثل "عرف" و"الفياعِيْن" و"مرضحين" والقرى المجاورة لها. أما منطقة "المعدي" فهي وسط واعتدال بين مناخ المدن الداخلية بحضرموت ومدن الساحل في اعتدال طيب كما رأيناها في زيارتنا لها.
مساحتها
لنا في المساحة معياران. معيار على التسمية العامة من عمان إلى أبين، ومعيار المدينة التي تعرف باسم "الشحر".
أما مساحة التسمية العامة فتقدر بنحو ألف ومائتين كيلا طولا وعرضاً. الجبال المجاورة لجميع مناطق الشريط الساحلي إلى جبال أبين.
أما مساحة "الشحر"–المدينة: فالمساحة التي كانت بداخل سور القعيطي فهي من الشرق إلى الغرب نحو ثلاثة كيلو طولاً وعرضاً من البحر إلى سور البلد الشمالي نحو أربعة كيلا عن أثني عشر كيلا مربعاً. وزاد مثله في البناء المستحدث بخارج السور وأصبح جزءاً منها وهي في حد ذاتها يمكن اتصالها في العمران لتكون شقيقة "الحامي" شرقاً وشقيقة "الغيل" غرباً وشمالاً وتصبح "شحيرُ امتداداً لها.
وهكذا كلما تقدمت الحضارة العمرانية والحضارة الفكرية وزاد عدد سكان المنطقة وتوفر المال لمد العمران، ستصبح منطقة "الشحر" و"الغيل" و"شحير" غرباً ومن "الحامي" و"الديس" شرقاً منطقة واحدة لا يفصلها فاصل سيما إذا مهدت طرقها وتزينت بالنور والتعبيد وما ذلك على الله بعزيز.
سكانها وأنواعهم
في عهد الحكومات السابقة كآل "راشد" وآل "فارس" و"ابن مهدي" و"الحبوظي" و"بادجانه" ثم "الكثيرية" الأولى لا يتعدى سكان الشحر عن أربعة آلاف نسمه تقريباً، لأن البلد محصور بحارة "القرية" و"المجرف" و"الرملة" القريبة من الشاطئ.
وتقدر في عهد الدولة "الكثيرية" الثانية بعد عهد الإمارة "البريكية" بنحو خمسة آلاف نسمة تقريباً. وقدرها من كتب متأخراً في عهد السلطنة القعيطية بنحو عشرة آلاف نسمة إلى عهد السلطان "صالح بن غالب" ثم ارتفع عدد سكانها فيما بعد السلطنة إلى نحو عشرين ألف نسمة وكان في عهود قديمة تكثر الوفيات بين الأطفال والكبار لعدم وجود أسباب العلاج والعلم الطبي لم يتطور بعد كما هو الحال في العهد الذي نكتب فيه (1995م-1416هـ). رغم أن الإعداد الطبي لم يصل إلى المستوى المطلوب في الشحر نسبةً إلى الجيران من البلاد المتاخمة، لعدم توفر المال والإدارة الانضباطية. فالمستشفى الموجود حالياً يطلق الاسم عليه مجازاً لأنه لم يكن في تحضير طبي متكامل لكن أهل الشحر يقولون "البصيص خير من العمى".
ويقدر عددهم في عهد بداية حكم الوحدة نحو ثلاثين ألف نسمة مع سكان الضواحي القريبة.
أهل الشحر الذين يسكنون بها هم من أصول عربية من القبائل الحضرمية القديمة "كندة" و"تميم" و"قضاعه" و"همدان" و"حمير" و"الحموم". وأغلبهم يرتبطون بأصول إلى مناطقهم التي هاجروا منها إلى الشحر لأن المدن بطبيعتها تتكون من تجمع مختلف من القرى أو المدن البعيدة ومن سكان الجبال والشواطئ. فتكّوِن العواصم أعداداً تجمع أسرة ً متكاملة ً ومتعاونة وكأنهم من عنصر واحد.
ولطول مدة هجرة الأجداد نسي الأحفاد موقع هجرتهم، إلا من كان على إهتمام بها. وتوجد عادة بالشحر في ليلة الزفاف أن الزوج "العريس" يقف على بوابة المحل الذي به الزوجة "العروس" ومعه من يزفوه. وتوجد وصيفة تقف على باب الغرفة التي بها العروسة والمرافقون ومقدّمهم يضرب على الباب. والوصيفة ترد عليهم من يضرب الباب؟ فيرد عليها "فلان الفلاني" ويذكر أسمه فترد الوصيفة "إن القليد"-وهو مفتاح الباب-في "شبام" أو "تريم" أو "حورة" أو "عينات" والمعنى من ذكر البلد أن عائلة العروسة هي من تلك الجهة التي سمتها الوصيفة. وأعتقد أن هذه العادة انقرضت.
وهكذا نجد العواصم الكبيرة كالقاهرة ودمشق والرياض والكويت وبغداد وعدن، وكذلك العواصم الغربية الأخرى تجمعت من بلدان عدة من القارة التي بها أو من قارات أخرى تجاورها. وإذا ألقيت نظرة إلى أبرز العواصم العالمية نجدها من أصول مختلفة هاجرت واستوطنت ولم يعد لها اتصال بالموطن الأصلي إلا ذكراً. فلو نظرنا إلى الأرجنتين نجد رئيس حكومتها من أصل عربي سوري. وبروني جاوا نجد حاكمها حضرمياً من أصل علوي "بن سميط" أو "بلفقيه".
إلا أن العواصم الحضرمية لم يتخللها عنصر أجنبي غير عربي إلا بنسب قليلة جداً من الأسر الهندية التي جاءت مرافقة لسلاطين الدولة القعيطية مثل "الرويلة" وآل "صرام" وآل "سعيد حاج" وآل "خان" وغيرهم بالمكلا.
والأسر الهندية الموجودة بالشحر تداخلت معهم في جميع عاداتهم وتزاوجت بهم. وفروعهم لا يعرفون صلاتهم بموطنهم الأصلي فهم شحريون: فالمجتمع الشحري جاء أكثره من مدن وقرى الداخل فمثلاً نجد آل "باشراحيل" وآل " َلعْجَمْ" وآل "باجرش" وآل "باذيب" يعود مرجعهم إلى "شبام": وآل "باحكم" وآل "بابعير" وآل "بارزيق" وآل "بابحير" يعود مرجعهم إلى "دوعن" وآل "بن سلم" وآل "مزروع" وآل "قرينون" وآل "البراهم" يعود مرجعهم إلى "عينات" أو من قراها: وهكذا عائلات أخرى من "تريم" و"الغرفة" و"القطن" و"حورة" و"حريضة" و"عمد" . وتوجد عائلات أخرى مرجعها إلى بلاد المهرة كآل "باعوين" وآل "مدّي" وآل "بامعيبد" وآل "حميدان" بياء بعد الميم. ولا يكون من البعيد أن تكون الأسر القادمة من بلاد المهرة هم في الأصل نزحوا من قرى ومدن حضرموت لأن القوافل كانت تقوم من شرق حضرموت براً إلى بلاد المهرة لسبب تجاري أو بسبب المجاعات التي تضطرهم إلى الهجرة إلى المدن الساحلية قرب البحر الذي يسعد الجميع بسمكه.
ومن سكان هذه المدينة عائلات ثلاث امتزجت بهم وأصبحوا جزءاً منهم. إلا أنهم تقيدوا في أمور وعادات لم تخالطهم العائلة الشحرية وخاصة عادات التزاوج إلا ما ندر.
وهذه العوائل هي:
العائلة اليافعية، وهي التي تنحدر أصلاً من يافع الجبل أو من سهولها. وعندما نقرأ سقوط الدولة الكثيرية "البدرية" أو من سهولها. وعندما نقرأ سقوط الدولة الكثيرية "البدرية" من هذا الكتاب نجد أن سبب انهيار هذه الدولة جعلت من الجنود اليافعيين التي جلبتهم الدولة لحمايتها التمركز في الأماكن التي بها. وبما أن الحكم في الشحر وحضرموت في آخر عهد السلطنات كان للأسرة القعيطية فترفعت اجتماعياً بحكم الوعي القومي وحسن التعاشر بهم من كافة الوجوه.
ثم العائلة العلوية، وهم أحفاد المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد علي العريضي المنتمي للحسين بن علي ابن أبي طالب كما قبلت حضرموت هذا النسب. والمهاجر من مواليد البصرة عام 260 هـ حيث قدم أبوه عيسى وجدّه محمد من المدينة المنورة في وقت كانت الدولة العباسية في إنهيار سياسي وعدم عدل. وعندما كبر المهاجر في السن أسندت إليه أمور الإشراف على عائلة جدهم العريضي.
وبعد إزدياد تضعضع الدولة العباسية في عهد الخليفة المقتدر ظهر في البصرة فساد في الأمن وفساد في إدارة الدولة وظهر الغزو القرامطة بأعمال عنف خطيرة أكثر والنهب والسلب والقتل.
وفكر المهاجر قبل أن يهاجر إلى البحث عن منطقة آمنة بعيدة من هذه القلاقل. وكان على صلة بأهل قرية "الجبيل" الحضرمية "بدوعن" وهي تعتنق المذهب الشيعي لمذهب الأباضيه فشجعوه على الرحيل من البصرة إلى بلادهم.
ولم تعرف الطريقة التي كانت تتم بها الملاسلات بين حضرموت والبصرة والحالة كانت معتمدة على النقل البري بالجمال. وبحراً بالسفن الشراعية، التي تنقل التمور العراقية إلى الخليج والشحر. والجبيل بعيدة عن البحر.
وفي عام 318هـ قَدِم من الحجاز حيث انتقل إليها من البصرة عام 317هـ مع عائلته. فقَدم إلى الجبيل أولاً ثم انتقل إلى الهجرين ثم إلى قارة بني جشير من قرى بور، ويتردد على تريم لقضاء مستلزماته المنزلية. ثم إلى الحُسِيَّسة قرب تريم وجعلها مقراً لإقامته وامتلك أطياناً ومزارع. وله ترجمة واسعة في كتب المؤرخين.
هذه العائلة تفرعت في داخل حضرموت واتخذت لها ألقاباً تفرق بين البيت والآخر وتناسلت حتى كبرعددهم مما اضطرهم إلى التنقل بين مدن وقرى حضرموت في الداخل ومنهم من قدِم إلى مدن الساحل كالشحر. وأول من هاجر إليها هو أحمد بن بكر بن سالم صاحب "عينات" عام 985هـ كما يظهر والمتوفى بها عام 1020هـ.10
والعوائل الموجودة بها هم آل الشيخ أبي بكر. من عينات وآل العطاس قدموا من حريضة. وآل العيدروس من الرملة بتريم وآل عيديد وآل الهدار. وآل البيض وآل المحضار. وآل باهرون1 وآل بن اسماعيل وآل الجنيدي وآل بافقيه وآل باحسن. وآل الشاطري وآل بن سميط .
هذه العائلات سكنت الشحر واستوطنتها حتى أنه لم يكونوا في اتصال بمدن حضرموت إلا قليلاً ربطاً لجذور العائلة العامة.
وأوجدوا لهم مركزاً دينياً وكثير منهم من نفع في تدريس العلوم الدينية وانحصرت صلاتهم بين أنفسهم إلا في الاجتماعيات العامة كالأعياد والمناسبات. وأهل الشحر ينظرون إليهم بأنهم في شبه انعزال من الاندماجات الاجتماعية الشحرية فيما سبق وظهرت فيهم فيما بعد المرونه الاجتماعية في عصر العلم وتقدم الفكر الحضاري والمحبة الوطنية العامة ويظهر فيهم حب الولاء والمظهر والقيادة وهي رغبة غريزية في جميع بني الإنسان ليكون ناظراً لأن يبقى هو الأفضل في مظهر الحياة وهو السبب الذي يجعل الصراع قائماً بين الأمم في كافة الشعوب.
ثم العائلة الأفريقية، وتسمى هذه العائلة حاشية الدولة تفادياً من أن تسند إليهم عبارات التملك. والأخوان الأفارقة استقدموا من جهة الدول الحاكمة الكثيري والكسادي والقعيطي ليكونوا ضمن الأمن.
وفي عهد السلطنة القعيطية بنت لهم بسور البلد مساكن ليقوموا بحراسة المدينة من الاعتداء، وتوالدت وأنجبت عدداً لا يستهان به، وجندتهم الدولة لرد بعض الهجمات وقت تحاربها مع أي عدوان يضر بها.
وامتزج المواليد منهم بالشحريين وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من سكان البلد وانحصرت زواجاتهم بين أنفسهم.
وفي عهد وضع الحكم بأيدي السلطنة القعيطية ينظرون بأفضلية الإنتماء إلى أمن الدولة وولائهم إلى السلاطين. وبعد أن أطلق السلطان صالح بن غالب حرياتهم لأنفسهم، وانحصر الاعتماد في الأمن على الشرطة النظامية والقوات المسلحة اتخذوا الطرق التي تكفل لهم لقمة عيشهم في الوطن أو المهجر.
نبذة عن مدينة الشحر
موقعها
مدينة "الشحر" تقع في وسط بين المحيط الهندي والبحر الأحمر فهي بين عدن وعمان على بحر العرب، وهذا الموقع جعلها مركز اتصال بين الهند وأفريقيا الشرقية وبلاد الصومال جنوباً غرباً ومصر. ويعتبرها أهل السفن الموقع الوسط في رحلاتهم الذاهبة شرقاً والقادمة من الغرب.
واختار البرتغال احتلالها عام 929هـ ووضعوها تحت نفوذهم لموقعها الوسط بين الشرق والغرب.
والبحّار الجيد يقطع عرض بحرها إلى بلاد الصومال في مدة لا تزيد عن ست ساعات إذا كان زورقا يسير بوقود النفط يقابل ساحلها ساحل بندر قاسم الصومالي في ميلان نحو الغرب، لذا كانت بضائع البلاد الصومالية القريبة تصل في حالة استمرار كالأغنام والألبان والأسمان والأخشاب وغيرها.
أما موقع "الشحر" البري شمالاً فهي الوسط لكافة بلدان حضرموت الداخل فالقوافل التي تحمل متطلبات داخل حضرموت تمر بمرتفعات المعدي ثم تخترق الطريق بعقبة العَرْشه وتصل الى منطقة الغرف التي توزع القوافل للمدن الشرقية كمدينة "تريم" و"دمّون"، و"عينات"، و"قَسَم" وما يلحق بها، والمدن الغربية كالغرفة وسيئون وملحقاتها، ثم "شبام" وملحقاتها. فالشحر تموّن مدن وادي حضرموت. ويعتمد وادي دوعن وعمد على الاتجاه الغربي من المدن التي تقرب إلى موقعه نسبة إلى الساحل كالمكلا، أو يؤخذ تموينه من حورة والقطن وشبام كنقل داخلي له.
وأعتمد وادي دوعن و"عمد" وما في محورها في عهد بريطانيا بعد وجود السيارات على النقل من المكلا عبر عقبه "الجحي"8 نسبة لجحي الخنابشة قبائل المنطقة. وتعتمد مدن المشقاص الشرقية الساحلية على ميناء مدينة "الحامي"9 و"شرمة" و"قصيعر" و"ريدة بن عبد الودود" الكثيري.
وتم النقل براً عامةً أخيراً إلى حضرموت الداخل عبر طريق ما يسمى "عبد الله غريب" لتكون وسط بين وادي حضرموت ودوعن وعمْد. وما كان في محورها.
حدودها
حدودها كمنطقة ممتدة على الشريط الساحلي هي من عمان شرقاً إلى أبين غرباً كما أسلفنا ذكر ذلك بقول صاحب المنجد في التسمية، فهي تجمع ظفار وبلاد المهرة وريدة بن عبد الودود وقصيعر وقرن الديس والمدينة وملحقاتها ومدينة الحامي وملحقاتها ومدينة الشحر و"شحير" و"روكب" و"المكلا" و"بروم" و"بلحاف" و"شقرة"، وهكذا في استمرار الشاطئ حتى أبين.
أما حدود المدينة "العاصمة" التي كانت محل صراع بين القبائل الحاكمة كما سيأتي في عهد الحكم فهي تأتي في حدود مدينة "الحامي" شرقاً إلى حدود مركز "مرير" نحو "زغفة" غرباً وجنوباً بحرها. وشمالاً مشراف الشحر الذي يطل عليها بعد "تباله" و"الضارب". ولها ملحقات من الجهات الثلاث من الشرق الشمالي. والغرب الشمالي وشمالاً وسيأتي التفصيل في "ملحقاتها".
مناخها
عادة البلدان التي تقع على ساحل البحر تكون حارة في الصيف باردة في الشتاء ويعتدل جوها في أيام الربيع وأمطارها عادة ربيعية. إلا في أحيان تخضع لتيارات المنخفض الجوي الهندي أو الأفريقي لتوسطها بين القارتين.
ويقول خبراء الأجواء أن المنطقة الساحلية الممتدة من عمان إلى عقبة الأردن يتقارب جوها بين الرطوبة والحرارة والبرودة... يشتد الحر في بعضها أكثر من غيرها كالحديدة وجيزان وجدة. وكلما كان الاتجاه شمالاً يعتدل الجو "كضبا" و"أملج". وهكذا نجد مدينة "الحامي" وقرن "الديس" و"قصيعر" و"الريدة" تتقارب في مناخها مع مدينة "الشحر".
ويمتد هذا المناخ إلى قُراها المجاورة مثل "تبالة" و"العيص" و"جمعوظ"، و"الواسط" و"الجرادف" و"زغفة" و"الحوّة" و"شكلنزة" ومنطقة "الضارب" و"الحبْس" "بكسر الحاء" و"الصّداع". ويبدأ جفاف الجو حين الابتعاد من المنطقة الساحلية إلى بداية المرتفعات الجبلية مثل "عرف" و"الفياعِيْن" و"مرضحين" والقرى المجاورة لها. أما منطقة "المعدي" فهي وسط واعتدال بين مناخ المدن الداخلية بحضرموت ومدن الساحل في اعتدال طيب كما رأيناها في زيارتنا لها.
مساحتها
لنا في المساحة معياران. معيار على التسمية العامة من عمان إلى أبين، ومعيار المدينة التي تعرف باسم "الشحر".
أما مساحة التسمية العامة فتقدر بنحو ألف ومائتين كيلا طولا وعرضاً. الجبال المجاورة لجميع مناطق الشريط الساحلي إلى جبال أبين.
أما مساحة "الشحر"–المدينة: فالمساحة التي كانت بداخل سور القعيطي فهي من الشرق إلى الغرب نحو ثلاثة كيلو طولاً وعرضاً من البحر إلى سور البلد الشمالي نحو أربعة كيلا عن أثني عشر كيلا مربعاً. وزاد مثله في البناء المستحدث بخارج السور وأصبح جزءاً منها وهي في حد ذاتها يمكن اتصالها في العمران لتكون شقيقة "الحامي" شرقاً وشقيقة "الغيل" غرباً وشمالاً وتصبح "شحيرُ امتداداً لها.
وهكذا كلما تقدمت الحضارة العمرانية والحضارة الفكرية وزاد عدد سكان المنطقة وتوفر المال لمد العمران، ستصبح منطقة "الشحر" و"الغيل" و"شحير" غرباً ومن "الحامي" و"الديس" شرقاً منطقة واحدة لا يفصلها فاصل سيما إذا مهدت طرقها وتزينت بالنور والتعبيد وما ذلك على الله بعزيز.
سكانها وأنواعهم
في عهد الحكومات السابقة كآل "راشد" وآل "فارس" و"ابن مهدي" و"الحبوظي" و"بادجانه" ثم "الكثيرية" الأولى لا يتعدى سكان الشحر عن أربعة آلاف نسمه تقريباً، لأن البلد محصور بحارة "القرية" و"المجرف" و"الرملة" القريبة من الشاطئ.
وتقدر في عهد الدولة "الكثيرية" الثانية بعد عهد الإمارة "البريكية" بنحو خمسة آلاف نسمة تقريباً. وقدرها من كتب متأخراً في عهد السلطنة القعيطية بنحو عشرة آلاف نسمة إلى عهد السلطان "صالح بن غالب" ثم ارتفع عدد سكانها فيما بعد السلطنة إلى نحو عشرين ألف نسمة وكان في عهود قديمة تكثر الوفيات بين الأطفال والكبار لعدم وجود أسباب العلاج والعلم الطبي لم يتطور بعد كما هو الحال في العهد الذي نكتب فيه (1995م-1416هـ). رغم أن الإعداد الطبي لم يصل إلى المستوى المطلوب في الشحر نسبةً إلى الجيران من البلاد المتاخمة، لعدم توفر المال والإدارة الانضباطية. فالمستشفى الموجود حالياً يطلق الاسم عليه مجازاً لأنه لم يكن في تحضير طبي متكامل لكن أهل الشحر يقولون "البصيص خير من العمى".
ويقدر عددهم في عهد بداية حكم الوحدة نحو ثلاثين ألف نسمة مع سكان الضواحي القريبة.
أهل الشحر الذين يسكنون بها هم من أصول عربية من القبائل الحضرمية القديمة "كندة" و"تميم" و"قضاعه" و"همدان" و"حمير" و"الحموم". وأغلبهم يرتبطون بأصول إلى مناطقهم التي هاجروا منها إلى الشحر لأن المدن بطبيعتها تتكون من تجمع مختلف من القرى أو المدن البعيدة ومن سكان الجبال والشواطئ. فتكّوِن العواصم أعداداً تجمع أسرة ً متكاملة ً ومتعاونة وكأنهم من عنصر واحد.
ولطول مدة هجرة الأجداد نسي الأحفاد موقع هجرتهم، إلا من كان على إهتمام بها. وتوجد عادة بالشحر في ليلة الزفاف أن الزوج "العريس" يقف على بوابة المحل الذي به الزوجة "العروس" ومعه من يزفوه. وتوجد وصيفة تقف على باب الغرفة التي بها العروسة والمرافقون ومقدّمهم يضرب على الباب. والوصيفة ترد عليهم من يضرب الباب؟ فيرد عليها "فلان الفلاني" ويذكر أسمه فترد الوصيفة "إن القليد"-وهو مفتاح الباب-في "شبام" أو "تريم" أو "حورة" أو "عينات" والمعنى من ذكر البلد أن عائلة العروسة هي من تلك الجهة التي سمتها الوصيفة. وأعتقد أن هذه العادة انقرضت.
وهكذا نجد العواصم الكبيرة كالقاهرة ودمشق والرياض والكويت وبغداد وعدن، وكذلك العواصم الغربية الأخرى تجمعت من بلدان عدة من القارة التي بها أو من قارات أخرى تجاورها. وإذا ألقيت نظرة إلى أبرز العواصم العالمية نجدها من أصول مختلفة هاجرت واستوطنت ولم يعد لها اتصال بالموطن الأصلي إلا ذكراً. فلو نظرنا إلى الأرجنتين نجد رئيس حكومتها من أصل عربي سوري. وبروني جاوا نجد حاكمها حضرمياً من أصل علوي "بن سميط" أو "بلفقيه".
إلا أن العواصم الحضرمية لم يتخللها عنصر أجنبي غير عربي إلا بنسب قليلة جداً من الأسر الهندية التي جاءت مرافقة لسلاطين الدولة القعيطية مثل "الرويلة" وآل "صرام" وآل "سعيد حاج" وآل "خان" وغيرهم بالمكلا.
والأسر الهندية الموجودة بالشحر تداخلت معهم في جميع عاداتهم وتزاوجت بهم. وفروعهم لا يعرفون صلاتهم بموطنهم الأصلي فهم شحريون: فالمجتمع الشحري جاء أكثره من مدن وقرى الداخل فمثلاً نجد آل "باشراحيل" وآل " َلعْجَمْ" وآل "باجرش" وآل "باذيب" يعود مرجعهم إلى "شبام": وآل "باحكم" وآل "بابعير" وآل "بارزيق" وآل "بابحير" يعود مرجعهم إلى "دوعن" وآل "بن سلم" وآل "مزروع" وآل "قرينون" وآل "البراهم" يعود مرجعهم إلى "عينات" أو من قراها: وهكذا عائلات أخرى من "تريم" و"الغرفة" و"القطن" و"حورة" و"حريضة" و"عمد" . وتوجد عائلات أخرى مرجعها إلى بلاد المهرة كآل "باعوين" وآل "مدّي" وآل "بامعيبد" وآل "حميدان" بياء بعد الميم. ولا يكون من البعيد أن تكون الأسر القادمة من بلاد المهرة هم في الأصل نزحوا من قرى ومدن حضرموت لأن القوافل كانت تقوم من شرق حضرموت براً إلى بلاد المهرة لسبب تجاري أو بسبب المجاعات التي تضطرهم إلى الهجرة إلى المدن الساحلية قرب البحر الذي يسعد الجميع بسمكه.
ومن سكان هذه المدينة عائلات ثلاث امتزجت بهم وأصبحوا جزءاً منهم. إلا أنهم تقيدوا في أمور وعادات لم تخالطهم العائلة الشحرية وخاصة عادات التزاوج إلا ما ندر.
وهذه العوائل هي:
العائلة اليافعية، وهي التي تنحدر أصلاً من يافع الجبل أو من سهولها. وعندما نقرأ سقوط الدولة الكثيرية "البدرية" أو من سهولها. وعندما نقرأ سقوط الدولة الكثيرية "البدرية" من هذا الكتاب نجد أن سبب انهيار هذه الدولة جعلت من الجنود اليافعيين التي جلبتهم الدولة لحمايتها التمركز في الأماكن التي بها. وبما أن الحكم في الشحر وحضرموت في آخر عهد السلطنات كان للأسرة القعيطية فترفعت اجتماعياً بحكم الوعي القومي وحسن التعاشر بهم من كافة الوجوه.
ثم العائلة العلوية، وهم أحفاد المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد علي العريضي المنتمي للحسين بن علي ابن أبي طالب كما قبلت حضرموت هذا النسب. والمهاجر من مواليد البصرة عام 260 هـ حيث قدم أبوه عيسى وجدّه محمد من المدينة المنورة في وقت كانت الدولة العباسية في إنهيار سياسي وعدم عدل. وعندما كبر المهاجر في السن أسندت إليه أمور الإشراف على عائلة جدهم العريضي.
وبعد إزدياد تضعضع الدولة العباسية في عهد الخليفة المقتدر ظهر في البصرة فساد في الأمن وفساد في إدارة الدولة وظهر الغزو القرامطة بأعمال عنف خطيرة أكثر والنهب والسلب والقتل.
وفكر المهاجر قبل أن يهاجر إلى البحث عن منطقة آمنة بعيدة من هذه القلاقل. وكان على صلة بأهل قرية "الجبيل" الحضرمية "بدوعن" وهي تعتنق المذهب الشيعي لمذهب الأباضيه فشجعوه على الرحيل من البصرة إلى بلادهم.
ولم تعرف الطريقة التي كانت تتم بها الملاسلات بين حضرموت والبصرة والحالة كانت معتمدة على النقل البري بالجمال. وبحراً بالسفن الشراعية، التي تنقل التمور العراقية إلى الخليج والشحر. والجبيل بعيدة عن البحر.
وفي عام 318هـ قَدِم من الحجاز حيث انتقل إليها من البصرة عام 317هـ مع عائلته. فقَدم إلى الجبيل أولاً ثم انتقل إلى الهجرين ثم إلى قارة بني جشير من قرى بور، ويتردد على تريم لقضاء مستلزماته المنزلية. ثم إلى الحُسِيَّسة قرب تريم وجعلها مقراً لإقامته وامتلك أطياناً ومزارع. وله ترجمة واسعة في كتب المؤرخين.
هذه العائلة تفرعت في داخل حضرموت واتخذت لها ألقاباً تفرق بين البيت والآخر وتناسلت حتى كبرعددهم مما اضطرهم إلى التنقل بين مدن وقرى حضرموت في الداخل ومنهم من قدِم إلى مدن الساحل كالشحر. وأول من هاجر إليها هو أحمد بن بكر بن سالم صاحب "عينات" عام 985هـ كما يظهر والمتوفى بها عام 1020هـ.10
والعوائل الموجودة بها هم آل الشيخ أبي بكر. من عينات وآل العطاس قدموا من حريضة. وآل العيدروس من الرملة بتريم وآل عيديد وآل الهدار. وآل البيض وآل المحضار. وآل باهرون1 وآل بن اسماعيل وآل الجنيدي وآل بافقيه وآل باحسن. وآل الشاطري وآل بن سميط .
هذه العائلات سكنت الشحر واستوطنتها حتى أنه لم يكونوا في اتصال بمدن حضرموت إلا قليلاً ربطاً لجذور العائلة العامة.
وأوجدوا لهم مركزاً دينياً وكثير منهم من نفع في تدريس العلوم الدينية وانحصرت صلاتهم بين أنفسهم إلا في الاجتماعيات العامة كالأعياد والمناسبات. وأهل الشحر ينظرون إليهم بأنهم في شبه انعزال من الاندماجات الاجتماعية الشحرية فيما سبق وظهرت فيهم فيما بعد المرونه الاجتماعية في عصر العلم وتقدم الفكر الحضاري والمحبة الوطنية العامة ويظهر فيهم حب الولاء والمظهر والقيادة وهي رغبة غريزية في جميع بني الإنسان ليكون ناظراً لأن يبقى هو الأفضل في مظهر الحياة وهو السبب الذي يجعل الصراع قائماً بين الأمم في كافة الشعوب.
ثم العائلة الأفريقية، وتسمى هذه العائلة حاشية الدولة تفادياً من أن تسند إليهم عبارات التملك. والأخوان الأفارقة استقدموا من جهة الدول الحاكمة الكثيري والكسادي والقعيطي ليكونوا ضمن الأمن.
وفي عهد السلطنة القعيطية بنت لهم بسور البلد مساكن ليقوموا بحراسة المدينة من الاعتداء، وتوالدت وأنجبت عدداً لا يستهان به، وجندتهم الدولة لرد بعض الهجمات وقت تحاربها مع أي عدوان يضر بها.
وامتزج المواليد منهم بالشحريين وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من سكان البلد وانحصرت زواجاتهم بين أنفسهم.
وفي عهد وضع الحكم بأيدي السلطنة القعيطية ينظرون بأفضلية الإنتماء إلى أمن الدولة وولائهم إلى السلاطين. وبعد أن أطلق السلطان صالح بن غالب حرياتهم لأنفسهم، وانحصر الاعتماد في الأمن على الشرطة النظامية والقوات المسلحة اتخذوا الطرق التي تكفل لهم لقمة عيشهم في الوطن أو المهجر.
.كما كانت الشحر أحد أسواق العرب الموسمية قبل الاسلام ,عرف بسوق "شحرالمهرة"كما كانت أيضا واسطة للتبادل التجاري بين الهندوالخليج العربي ومصروشرق افريقيا من جهة وبلاد اليمن من جهة أخرى .
أهم المعالم التاريخية لمدينة الشحر حصن بن عياش وسور المدينة
وللسور بوابتان كبيرتان هما "سدة العيدروس" و"سدة الخور"
وكان ميناء الشحر قد حل محل ميناء "قناء القديم". وتعتبر الشحر احد المراكز الهامة للصناعات الحرفية وخاصة النسيج والفضة .وقد احتلها البرتغاليون عام 1523م وغادروها بعد وقت قصير.
سدة الخور
أرغب في معرفة مرجع جدي محفوظ بن محمد حيدر من مواليد الشحر ومن أهلها وهاجر للتجارة خارج اليمن. وارساله للايميل لمن له معرفة اللقب بالاسم كامل Farid.haider88@gmail.com
ردحذفمعلومات مفيده وافتخر اني من عائله الا مدي
ردحذفانا كمان من عائله الامدي وافتخر واحب اعرف اكتر عن العائله
حذف